أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة 26 مايو 2023م : فضائل الصلاة والسلام على النبي ، للشيخ عمر مصطفي

خطبة الجمعة القادمة 26 مايو 2023م بعنوان : فضائل الصلاة والسلام على النبي (صلى الله عليه وسلم) ، للشيخ عمر مصطفي، بتاريخ 6 ذو القعدة 1444هـ ، الموافق 26 مايو 2023م

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 26 مايو 2023م بصيغة word بعنوان : فضائل الصلاة والسلام على النبي (صلى الله عليه وسلم) ، للشيخ عمر مصطفي

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 26 مايو 2023م بصيغة pdf بعنوان : فضائل الصلاة والسلام على النبي (صلى الله عليه وسلم) ، للشيخ عمر مصطفي

عناصر خطبة الجمعة القادمة 26 مايو 2023م ، بعنوان : فضائل الصلاة والسلام على النبي (صلى الله عليه وسلم) ، للشيخ عمر مصطفي.

أولًا: مِن علامةِ المحبةِ كثرةُ ذكرِ المحبوبِ  ﷺ.

ثانيًا: فضائلُ الصلاةِ والسلامِ علي النبيِّ ﷺ.

ثالثًا: الصلاةُ علي النبيِّ  علاجُ الهمومِ والأحزانِ.

رابعًا: المحرومُ مَن حُرِمَ مِن الصلاةِ علي الحبيبِ ﷺ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 26 مايو 2023م ، بعنوان : فضائل الصلاة والسلام على النبي (صلى الله عليه وسلم) ، للشيخ عمر مصطفي ، كما يلي:

 

فضائلُ الصلاةِ والسلامِ علي النبيِّ ﷺ

6 ذو القعدة 1444هـ – 26 مايو 2023م

الموضوع

إنّ الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونستغفرُهُ ونستهديهِ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ، ونُثنِي عليهِ الخيرَ كلَّهُ، ونعوذُ باللهِ مِن شرورِ أنفسِنَا ومِن سيئاتِ أعمالِنَا، مَن يهدهِ اللهُ فلا مضلَّ لهُ، ومَن يُضللْ فلا هادِيَ لهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنّ مُحمدًا عبدُ اللهِ ورسولُهُ، بعثَهُ بالهدَى ودينِ الحقِّ ليظهرَهُ على الدينِ كلِّهِ، وكفَى باللهِ شهيدًا،  صلّى اللهُ وسلمَ وباركَ عليهِ وعلى آلهِ وصحبهِ ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ.

سبحانَك لا علمَ لنَا إلّا ما علمتنَا إنّك أنتَ العليمُ الحكيمُ، اللهّمّ علمنَا ما ينفعُنَا، وانفعنَا بمَا علمتنَا، اللهُمّ إنّا نسألُكَ العلمَ النافعَ والعملَ الصالحَ والإخلاصَ في القولِ والعملِ، ونعوذُ بكَ مِن علمٍ لا ينفع، ومِن قلبٍ لا يخشع، ومِن عينٍ لا تدمع، ومِن نفسٍ لا تشبع، ومِن دعوةٍ لا يُستجابُ لها، اللهم اجعلنَا مِمّن يستمعونَ القولَ فيتبعونَ أحسنَهُ: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر:18].

أمّا بعدُ:

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 26 مايو 2023م : فضائل الصلاة والسلام على النبي ،

أولًا: مِن علامةِ المحبةِ كثرةُ ذكرِ المحبوبِ  ﷺ.

 عبادَ الله: إنّ الزادَ الذي يُبَلِّغُ العبدَ الجنةَ مخبوءٌ في مواطنَ كثيرةٍ، وبانقطاعِ الزادِ لا يبلغُ المسافرُ وجهتَهُ، ومِن فضلِ اللهِ علينَا أنْ عدّدَ لنَا الأبوابَ التي تُؤدِّي إلي الجنةِ، ومِن هذه الأبوابِ المهجورةِ والكنوزِ المدفونةِ، بابُ محبةِ النبيِّ ﷺ، محبةٌ حقيقيةٌ، والمحبةُ تثمرُ كثرةَ الذكرِ للمحبوبِ ، فمَن أحبَّ شيئًا أكثرَ مِن ذكرهِ .

فالمحبُّ لا يملُّ مِن ذكرِ المحبوبِ، بل يستعذبُ الحديثَ عنه وإنْ كرّرَ وأعادَ، وكثيرٌ مِن عُشاقُ الدنيا اليوم لا يجدون في مقابلِ حبهِم غيرَ الهجرِ والصدودِ حين يكونُ حبُّهِم مِن جانبٍ واحدٍ، فكيف إذا كان حبُّ الآخرِ لكَ أكبر، وعاطفتُهُ أرق، وبذلُهُ مِن أجلِكَ أعظم، فكيف تنسَي رسولَكَ ﷺ ولا تذكرُهُ ؟!

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ: تَلَا قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي إِبْرَاهِيمَ: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي} [إبراهيم: 36] الْآيَةَ، وَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118]، فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: «اللهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي»، وَبَكَى، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: «يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ، وَرَبُّكَ أَعْلَمُ، فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ؟» فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِمَا قَالَ، وَهُوَ أَعْلَمُ، فَقَالَ اللهُ: ” يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ، فَقُلْ: إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ، وَلَا نَسُوءُكَ “.(صحيح مسلم).

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ خَرَجَ إِلَى الْمَقْبُرَةِ فَقَالَ: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ، وَدِدْتُ أَنِّي قَدْ رَأَيْتُ إِخْوَانَنَا». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَسْنَا إِخْوَانَكَ؟ قَالَ: «بَلْ أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَإِخْوَانِي الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ يَأْتِي بَعْدَكَ مِنْ أُمَّتِكَ؟ قَالَ: «أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لِرَجُلٍ خيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ فِي خَيْلٍ بُهْمٍ دُهْمٍ أَلَا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟» قَالُوا: بَلَى. قَالَ: «فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ».(سنن النسائي).

فذكرُ اللهِ تعالي والصلاةُ علي النبيِّ ﷺ متلازمانِ: عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ” مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ عَمَلًا قَطُّ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللهِ مِنْ ذِكْرِ اللهِ “.(مسند أحمد).

قال ابنُ القيمِ رحمَهُ اللهُ: وَذكرُ رَسُولهِ ﷺ تبعٌ لذكرهِ،  وَالْمَقْصُودُ أَنّ دوَامَ الذّكرِ سَبَبٌ لدوامِ الْمحبَّةِ، فالذكرُ للقلبِ كَالْمَاءِ للزَّرْعِ، بل كَالْمَاءِ للسمكِ، لَا حَيَاةَ لَهُ إِلَّا بِهِ.(جلاء الأفهام).

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 26 مايو 2023م : فضائل الصلاة والسلام على النبي 

ثانيًا: فضائلُ الصلاةِ والسلامِ علي النبيِّ ﷺ.

عبادَ الله: إنّ الصلاةَ علي النبيِّ ﷺ مِن أعظمِ القرباتِ التي يتقربُ بها العبدُ إلى اللهِ تباركَ وتعالى ، ومِن أعظمِ أسبابِ القربِ مِن النبيِّ ﷺ يومَ القيامةِ، فيا مَن حُرِمْتَ في دنياكَ مِن رؤيةِ الحبيبِ ﷺ ، ولم تهنأْ بالقربِ منهُ، ولم تقرْ عينَكِ بمشاهدتهِ والنظرِ إليه، فإليكَ الطريقةُ والوسيلةُ التي يعوضُكَ اللهُ بها عن ذلك كلِّهِ في الآخرةِ، فيَا لهَا مِن كرامةٍ، و يا لَهُ مِن ثوابٍ، حين تلتقِي بالنبيِّ ﷺ ، وتردُ على حوضهِ، وتشربُ مِن يدهِ ، وتنالُ شفاعتَهُ، وتنعمُ بالقربِ منهُ، والانضمامِ تحتَ لواءهِ، إنَّها الصلاةُ والسلامُ عليهِ ﷺ، هي التي تفعلُ بك ذلك كلّهُ، وفوقَ ذلك كلِّهِ محبةُ اللهِ تبارَك وتعالى ورضوانُهُ .

وفضائلُ الصلاةِ علي الحبيبِ كثيرةٌ منهَا :

**امتثالُ أمرِ اللهِ تعالي: قالَ تعالَى {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)}(الاحزاب).

 قَالَ أَبُو العَالِيَةِ: صَلاَةُ اللهِ: ثَنَاؤُهُ عَلَيْهِ عِنْدَ المَلاَئِكَةِ، وَصَلاَةُ المَلاَئِكَةِ الدُّعَاءُ ، وقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يُصَلُّونَ: يُبَرِّكُونَ.(صحيح البخاري). وفي هذا تنبيهٌ على كمالِ رسولِ اللهِ ﷺ، ورفعةِ درجتهِ، وعلوِّ منزلتهِ عندَ اللهِ وعندَ خلقهِ، ورفعِ ذكرهِ. و {إِنَّ اللَّهَ} تعالى {وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ} عليه، أي: يثنِي اللهُ عليهِ بينَ الملائكةِ، وفي الملأِ الأعلَى، لمحبتهِ تعالَى لهُ، وتثنِي عليهِ الملائكةُ المقربون، ويدعُون لهُ ويتضرعُون.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} اقتداءً باللهِ وملائكتهِ، وجزاءً لهُ على بعضِ حقوقهِ عليكُم، وتكميلًا لإيمانِكُم، وتعظيمًا لهُ ﷺ، ومحبةً وإكرامًا، وزيادةً في حسناتِكِم، وتكفيرًا مِن سيئاتِكِم.(تفسير السعدي).

وأخبرَ اللهُ تعالى عبادَهُ بمنزلةِ عبدهِ ونبيِّهِ عندَهُ في الملأِ الأعلَى، بأنَّهُ يُثنِي عليهِ عندَ الملائكةِ المقربين، وأنّ الملائكةَ تُصلّي عليه، ثُم أمرَ تعالَى أهلَ العالمِ السفلِي بالصلاةِ والتسليمِ عليهِ، ليجتمعَ الثناءُ عليه مِن أهل العالمَين ( العلويّ ) و ( السفليّ ) جميعًا.(مختصر تفسير ابن كثير ).

**وصلاةُ اللهِ تعالَي عليك: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ».(صحيح مسلم).

**وتكفيرُ السيئاتِ ورفعُ الدرجاتِ: عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَحُطَّتْ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَاتٍ، وَرُفِعَتْ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ».(سنن النسائي).

**عبادَ اللهِ: إنَّ أولَي الناسِ بهِ ﷺ أكثرُهُم عليه صلاةً: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ القِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاَةً.(سنن الترمذي).

** الصلاةُ على النبيِّ ﷺ  تُزَكّي النفوسَ: عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ ﷺ قَالَ « صَلُّوا عَلَىَّ فَإِنَّهَا زَكَاةٌ لَكُمْ وَسَلُوا اللَّهَ لِىَ الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا دَرَجَةٌ فِى أَعْلَى الْجَنَّةِ لاَ يَنَالُهَا إِلاَّ رَجُلٌ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ ».(مسند أحمد).

**عرضُ الصلاةِ على النبيِّ ﷺ: وهذا أيضًا مِن أعظمِ الفضائلِ والخيراتِ التي ينالُهَا العبدُ، فإنّ الصلاةَ والسلامَ على النبيِّ ﷺ وكَّلَ اللهُ تعالى بها ملائكةً يبلغونَهَا للنبيِّ ﷺ، ويعرضونَهَا عليهِ، وكفى بهذا شرفًا للعبدِ أنْ تقومَ الملائكةُ بتبليغِ صلاتهِ إلى النبيِّ ﷺ وتقولُ لهُ هذا فلانُ بنُ فلانٍ يسلمُ أو يصلِّي عليك، فإذا كان العبدُ قد حُرِمَ مِن رؤيتهِ ﷺ، فهذا طريقٌ للعبادِ قد فتحَهُ اللهُ لهم ، ليتعرفَ عليهمُ النبيُّ ﷺ، فطوبَى لمَن أكثرَ الصلاةَ عليهِ، وهنيئًا لهُ، وكفى بها نعمةً وفضلًا، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ « إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ قُبِضَ وَفِيهِ النَّفْخَةُ وَفِيهِ الصَّعْقَةُ فَأَكْثِرُوا عَلَىَّ مِنَ الصَّلاَةِ فِيهِ فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَىَّ ». قَالَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلاَتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرِمْتَ يَقُولُونَ بَلِيتَ. فَقَالَ « إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ ».(سنن أبي داود).

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة 26 مايو 2023م : فضائل الصلاة والسلام على النبي 

ثالثًا: الصلاةُ علي النبيِّ  علاجُ الهمومِ والأحزانِ.

عبادً الله : إنّ الهمومَ والأحزانَ ضيفانِ ثقيلانِ علي الإنسانِ في دنياهُ، لا يكادانِ يفارقانهِ حتي يأذنَ اللهُ له بدخولِ الجنةِ، حيثُ لا همَّ ولا حزنَ ولا غمَّ ولا ألمَ ولا كربَ ولا ضيقَ، فمِن دعاءِ أهلِ الجنةِ، قالَ تعالي :{ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35) }(فاطر).والأشقياءُ بكلِّ معنَي الشقاءِ هم المحرومون مِن الإيمانِ ومِن الأعمالِ التي تزيدُ الإيمانَ وتقويه، ومنها الصلاةُ والسلامُ علي الحبيبِ ﷺ .

عبادَ الله: إنّ الهمومَ والأحزانَ مِن أكبر أعداءِ الإنسان، يضعفانِ العزمَ، ويوهنانِ القلبَ، لذلك كان ﷺ يستعيذُ منهمَا، فعن  أَنَسٍ رضي اللهُ عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ، وَالعَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ وَالبُخْلِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ».(صحيح البخاري).

ودلّنَا علي أعظمِ علاجٍ لطردِ الهمومِ والأحزانِ، بعدَ الإيمانِ والاستقامةِ علي شرعِ اللهِ، عَنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي اللهُ عنه قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ اذْكُرُوا اللَّهَ جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ، قَالَ أُبَيٌّ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِي؟ فَقَالَ: مَا شِئْتَ. قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ، قَالَ: مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، قُلْتُ: النِّصْفَ، قَالَ: مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ، قَالَ: مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلاَتِي كُلَّهَا قَالَ: إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).(سنن الترمذي).  إذا صرفتَ جميعَ زمانِكَ في الصلاةِ عليَّ كُفيتَ ما يهمُّكَ مِن أمرِ دِينِكَ ودنياكَ؛ لأنَّ الصلاةَ عليهِ ﷺ أفضلُ للمرءِ مِن الدعاءِ لنفسهِ، ويكفَّرُ لكَ ذنبُكَ. (شرح مصابيح السنة للإمام البغوي).

العنصر الرابع من خطبة الجمعة القادمة 26 مايو 2023م : فضائل الصلاة والسلام على النبي 

رابعًا: المحرومُ مَن حُرِمَ مِن الصلاةِ علي الحبيبِ ﷺ.

عبادَ الله: كما أنَّ للصلاةِ علي النبيِّ ﷺ فضائلَ وثمراتٍ، فإنَّ تركَ الصلاةِ عليهِ حرمانٌ مِن الخيراتِ والبركاتِ فضلًا عن العقوباتِ الكثيرةِ منها:

** الحسرةُ والندامةُ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ، وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ، إِلاَّ كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً، فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ).وَتِرَة: أي حَسْرَة وَنَدَامَة.(سنن الترمذي).

** الخيبةُ والخسرانُ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَقَى الْمِنْبَرَ فَقَالَ: “آمِينَ، آمِينَ، آمِينَ” قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا كُنْتَ تَصْنَعُ هَذَا؟ فَقَالَ: ” قَالَ لِي جِبْرِيلُ: رَغِمَ أَنْفُ عَبْدٍ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا لَمْ يُدْخِلْهُ الْجَنَّةَ. قُلْتُ: آمِينَ. ثُمَّ قَالَ: رَغِمَ أَنْفُ عَبْدٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ. فَقُلْتُ: آمِينَ. ثُمَّ قَالَ: رَغِمَ أَنْفُ امْرِئٍ ذُكرتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، فَقُلْتُ: آمِينَ “.(الأدب المفرد). أي: خابَ وخسرَ مَن قدرَ أنْ يتفوهَ بأربعِ كلماتٍ، فيوجبُ لنفسهِ عشرَ صلواتٍ مِن اللهِ، ويرفعُ لها عشرَ درجاتٍ، ويحطُّ عنها عشرَ خطيئاتٍ، فلم يفعلْ .(تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة).

** البخلُ:  قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: البَخِيلُ الَّذِي مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ.(سنن الترمذي). عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: خَرَجْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ، فَقَالَ: ((أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَبْخَلِ النَّاسِ؟)) قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: ((مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ، فَذَلِكَ أَبْخَلُ النَّاسِ)).(  الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لابن أبي عاصم). فَمَنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ فَقَدْ بَخِلَ، وَمَنَعَ نَفْسَهُ مِنْ أَنْ يُكْتَالَ بِالْمِكْيَالِ الْأَوْفَى، فَلَا يَكُونُ أَحَدٌ أَبْخَلَ مِنْهُ.( مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح).

قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَخَطِئَ الصَّلَاةَ عَلَيَّ؛ خَطِئَ طَرِيقَ الْجَنَّةِ».(المعجم الكبير للطبراني). فلم ينجحْ قصدهُ لبخلهِ بمَا يرغبُ فيهِ.

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي اللهُ عنهما  قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : مَنْ نَسِيَ الصَّلاَةَ عَلَيَّ ، خَطِئَ طَرِيقَ الْجَنَّةِ.(سنن ابن ماجة). (من نسَي الصلاةَ عليّ) أي تركَهَا عمدًا، وقال في الإتحاف: ومعنى النسيانِ فيه الترك، كما قالَ تعالى {أتتكَ آياتنَا فنسيتهَا} وليس المرادُ بهِ الذهول، لأنّ الناسِي غيرُ مكلفٍ، وكقولهِ تعالي:{نسُوا اللهَ فنسيهٌم} (خَطِئ) في دينهِ وأثمَ وفعلَ غيرَ الصوابِ (خَطِئ طريقَ الجنةِ) ومَن أخطأَ طريقهَا لم يبقَ لهُ إلّا الطريقُ إلى النارِ.(فيض القدير للمناوي).

اللهُمَّ صلِّ علي سيدِنَا مٌحمدٍ في الأولين، وصلِّ علي سيدِنَا مُحمدٍ في الآخرين، وصلِّ علي سيدِنَا مُحمدٍ في الملأِ الأعلي إلي يومِ الدينِ، وصلِّ علي سيدِنَا مُحمدٍ في كلِّ وقتٍ وحينٍ، اللهُمّ ارزقنًا شفاعتَهُ، واحشرنَا تحتَ لوائهِ، واسقنَا مِن حوضهِ شربةً لا نظمأُ بعدهَا أبدًا، اللهُمّ فرجْ كربَ المكروبين، واذهبْ همّ المهمومين، وسدَّ الدينَ عن المدينين، واقضِي حوائجنَا والسائلين فيمَا يرضيكَ يا ربَّ العالمين ، اللَّهُمَّ ارزُقْنَا شكرَ نعمتِكَ وحسنَ عبادتِكَ، واجْعلْنَا مِن أهلِ طاعتِكَ وولايتِكَ، ربَّنَا آتِنَا في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقنَا عذَابَ النار، واغفرْ لنَا ولوالِدِينَا ولِجميعِ المسلمينَ، اللهُمّ اجعلْ مصرَ أمنًا أمانًا سلمًا سلامًا سخاءً رخاءً وسائرَ بلادِ المسلمين ، اللهُمّ احفظهَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ، برحمتِكَ يا أرحمً الراحمين، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّنَا مُحمدٍ وعلى آلِهِ وصحبهِ أجمعين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

كتبه راجي عفو ربه عمر مصطفي

 

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »